ها قد بلغت منتصف الطريق عائداً من البحر، كم تأملت أن أُغْرِقَ همومي في أعماق مياهه المالحة، لكني وعند هذه النقطة راودتني نفس الأفكار القديمة بالابتئاس من حاضر قائم وخوف من مستقبل آت، فتيقنت أن التخلص منها هموماً ترسخت في جدران الذاكرة مثل صخور ذاك الكهف لا تتغير، وبدلاً من التعلق في ثنايا المستحيلللتخلص منها أوالتجوال في صحارى التيهلتخفيف بعض من وقعها، سأسلك طريقاًآخراً هو الدعاء وإن كنت في داخلي لا أحبذ الغرق في سيوله الجارفة سبيلاً للحل، ولا أميل الى المبالغة في حصوله، لكن الخيارات ضاقت من أمامي واحداً من أهل هذا الزمان، وحَتَمَتْ اتخاذه خياراً هو الوحيد.

ومن أجل تنفيذه كما يجب وبأتم الحذافير الطقوسية توقفت على ناصية الطريق توجهت الى أعلى نقطة في هذا الطريق، أدرت وجهي الى القبلة التي أخمن اتجاهها صحيحاً، رفعتُ كلتا يدَيَ وقلتُ الهي أنت أعرف بعبادك، قصدتك راجياً، لي طلب عدّه الأخير:

غير طباعنا من عندك فقد بتنا قوماً لا يمكنهم التغيير وأعنافيأن نكثرفي أعمالنا الفعل ونقل القول والدعاء. ربنا ..........!

وعندما عدت الى مكاني سُئلت لِمَ لَمْ تكمل الدعاء، قلت القائمة طويلة لا تكتمل،سأترك المجال الى الآخرين أن يكملوها كما يريدون. ألم تلاحظوا أن عبادة للهقد حولوها من ايمان روحي بعظمته والاتكال نفسياً على قدرته الى مجرد دعاء لتهدئة النفوس واسقاط الفروض والهروب من المواجهة هرولةً الى المجهول.

٢٨/٦/٢٠١٧