قال سائح ياباني ثمانيني نشط أقترب من طاولة الفطور، لن تكتمل الصورة عن أهل البلاد، دون مشاهدة القنوات المائية وساكنيها ودكاكين بيع عائمة.

هومحق في هذا، بدت من الوهلة الأولىأنها عالم خاص،وكأن النقائض تجمعتعلى جدران مواقعها المتناثرة:

قصورٌفارهة يسكنهاأمراء، وأكواخ صفيح مساندها خشب متهالك ينعم بالسكنفيها فقراء.

امرأة بقاربها الصغيروبضاعتهاالرخيصة،مقابل يخت يسكنه شيخ لأقل من يوم في السنة.

جامع يجاور معبداً بوذياً، يتشاركان في مرسىًواحداً على النهر.

نخلة جوزباسقة، ومثلها شجرة حناء ترقد الى جنبهماشجرة موز بحملهاالأخضر.

سكنة القنوات هذه والمتبضعين منها،وأصحاب القوارب ليسوا من أهل الليل.

المعبد البوذي يدخله كهول وكذلكشباب، دخلناه مثلهمحفاة، رفعنا أيدينا وانحنينا مثلهم الى الاله.

شابة تغطي نصفها العاري بقطعة قماش قبل الدخول، للمعبد حرمة تقاة، وكذلك يفعل باقي الشباب.

أناء دائري يملأه بعض الداخلين أشياء بينها قنينة ماء يضعونها داخل المعبد، تشبه عندنا صوانِ خضر الياس يوم الزكريا،وطلب المراد.جميعهم يسجدون، يخشعون، يُتَمْتِمُون وكأنهم يقيمون صلاة.

أحواض ماء صغيرة خارج المعبد يأخذمنها الزوار قليلاً في أكياس، قال أحدهم إنها مباركة. وقالعنها عربي يراقب المشهد من قريبربما يكون عندهم بئراً مثل زمزم أو على شاكلته، فأهل الشرق يتشاركون بعض الطقوس. وقال صاحبي بعد تعبدٍمؤقت، وخشوع لم يعتده في حياة اتسمت بالهزل، سأعود الى الفندق راكباً التوك توك "الستوتة" فالهواء والماء ووجوه الحسان تستحق الركوب والتجوال في زحمة سير، وسائق منفعل بارع، كثر استخدامه المنبه "الهورن" تدفع الظن بأصوله غير التايلندية، استغرق في طريقه الى الفندق ساعة، مر في شوارع وأحياء وأسواق لا يمكن مشاهدتها الا بهذه الوسيلة التي تنبئ بوجود تناقض عيش طبقي.

بانكوك ٧/٤/٢٠١٧