لم يهدأ فؤادفي تدخله طوال أمس وصباح اليوم بأدق التفاصيلحتى مكان الانتظارفي المطار السويدي أرلانده الذي يصله بالقطار قبلوصولي بخمس دقائق، وكذلك نوع الطعام المفضل،يعده بنفسه سفرياً لخمس ساعات انتظار قبل التوجه الى الدوحة. لم يقتنع أنعمله هذا خرق لمتعة السفر في تناول وجبة طعام من يد مضيفة خطوط جميلة، فهاودته وتركت له الخيار دون التنازل عن حقي في التمتع بوجبة أخرى على متن الطائرة،مؤمنبحاجة الرفقة في السفر الى التنازل عن الشأن الخاص.
بدأت ساعات الصباح تتبدد مثلَ غيمة صيف قائض،كل لحظ يقترب فيها موعدالمغادرةتزداد الحبيبةقلقاً فوق قلقها المعهود من السفر، قالت بعاطفةملأت فضاء البيت حنيناً:
- لمَ رفضت الذهاب أنا أيضا في هذه الاجازة، وأجابت نفسها:
- لقد منعني طول الطريق، لكني ندمت.
ثم أكملت:
- سأوصلك الى مطار هثرو، أملاً في أن أكسب ساعة رفقة أحس الحاجة اليها في كل خطوة سفر.
الساعة مرت كأنها دقيقة،بان هثروالمطارمدينة فضاء بأحياء خمسة هي منافذلهيتزاحم في ممراتها المسافرون، وكأن القادمون منهم والمغادرون في يوم حشر، يعبرون منه الى عوالم جناتهم، ليس مثل ذاك اليوم الذي ورثناه ثقافةخوف من يوم الحساب.
سايرتهم في العبور، مشيت مثلهم سريعاً، جلست، كتبت، فأخذني التفكير بعيداً الى الماضي حتى لم أحس وقد حطت طائرة الخطوط البريطانية بوقتهاالثابت في مطار أرلاندهالسويدي،فأدركت حال دخولي أنه يختلف عن هثرو في كل شيء إلا النظافة فهما فيها متساويان.
المكان الذي حدده فؤاد لغرض اللقاء كان مصطبة خشبيةأمام البوابة(٥١)وهو لم يكن بعيداً،وبعد اتمام فعل السلام أوربياًأخرجَ من جعبته ما أعده للسفر، وكأننا حجاج بيت الله الحرام، فكان مناسباًلتجاوز ضغط الوقت خمس ساعات انتظار، وأكثر منها طيرن ليلي الى الدوحة،على الواحد خلالها أن يقاومبعض نعاس وتورم في القدمين، ومع هذا فالطائرة القطرية الحديثة وخدمتها المميزة ومضيفاتها الجميلات تخفف من أعباء طول المسافة والنعاس، وهي كذلك بطاقمها الأجنبي حطت بالساعة الخامسة صباحاً هو الوقت المحدد للهبوط في مطار حمد بالعاصمة القطرية... مطار يبدو واسعاً،نظيفاً، كل شيء فيه حديث، لو لم تكن هناك اشارات دلالة كتبت باللغة العربية مع اللغة الانجليزية، لما أمكن التعرف عليه مطاراً قطرياً، إذ لا يمكنك مشاهدة قطري يعمل فيه أو يراقب من يعمل.
الدوحة ٥/٤/٢٠١٧