يتشابه الناس كل الناس فيما بينهم بنواح معينة ويختلفون بأخرى، شأن لهم في السلوك والاتجاه وبعض معالم الحياة منذ البدء الأول للخليقة وحتى وقتنا الراهن، تُقربُ الحضارة والرقي عامتهم من صحيحها وتبعدهم عن أفعالها الخطأ بشواهد كثيرة لا تحتاج إلى برهان، حتى أضحت بعض أركان الحضارة ومستلزماتها المعنوية ذات الصلة المباشرة بالسلوك والأتجاه مثل الثقافة والتحصيل، والسواء، والألتزام، والحقوق وغيرها أهداف تحاول الدول والشعوب رفع شأنها أملا في تقويم السلوك وضبطه، ومن ثم تحقيق الحياة الافضل لأنسان يؤمن بالعدالة والمساواة، وبالحياة الآخرة قولا وفعلا..... شواهد تلقي الضوء على:
كم التطور الحاصل وأساليب الإدارة الراقية لدول وشعوب تعيش الحضارة في أسمى صورها وتسهم في إرتقائها مثل كثير من دول الغرب.
حجم التخلف وسبل الأدراة المرتبكة لدول وشعوب تعيش فتاتها وتسهم في إعاقة تطورها مثل غالبية العرب والمسلمين.
الفروق البينة في السلوك وفي فهم الخطأ والصواب بين المنتمين إلى الأولى أي الغربيين بشكل عام وبين المحسوبين على الثانية من العرب والمسلمين بينهم العراقيين في وقتهم الراهن بشكل خاص.
فروقٌ تزداد شدتها مع أزدياد الهوة في إدراك ماهية الإيمان ونوع العدالة وطبيعة المساوة وشكل العلاقة مع الخالق سبحانه حتى أصبحت صورة الأختلاف واضحة معالمها في هذا الجانب الضابط للسلوك، حيث الذهاب بعيدا من قبل الغربي في تعامله مع شؤون الحياة.
يصدق القول دون الحاجة إلى القسم بذكر الله ورسله والأولياء.
يخلص العمل في أداء واجبه دون رقيب، يحافظ على المال العام، يبتعد عن الغش والخيانة وكأنه قد تَشَبعَ بمفردات الدين الحنيف في مجتمع يُتهم من قبلنا بالكفر والأنحراف عن الدين.
وفي المقابل يذهب العراقي أو البعض ليس القليل من العراقيين بعيدا أيضا فيما يتعلق بالإيمان حيث القبول شبه المعلن لأوامر الأجنبي في القتل والتدمير، ولوسائله الفنية في الهدم والتخريب، وفي التجاوز على المحرمات والحرمات الدينية والوطنية تحت ذرائع المذهب والدين.
يُصلي بعد مقتل شرطي مسلم، وصلب جندي مؤمن، وهدم الجامع، والضريح، يُقسمُ بعد الصلاة وفي جلسات الحوار بالله العلي القدير وبجميع الأئمة والأولياء الصالحين أنه وطني وإنه صادق وأمين، وإن ضحاياه كفار وجب قتلهم أو شهداء سقطوا في ساحة قتال من أجل الطائفة والدين، وفي حالة إحراجه يتحجج بالكذب الأبيض المباح حتى أصبح الكذب صفة ملازمة للكثير من الشرائح والطبقات.
لا يقترب في عمله من الأخلاص إذ يصلي خلاله عدة مرات ويمسك الدعاء عدة مرات ويقرء الصحف والمجلات، يحتج وينتقد شاكيا من كثر التعب والإرهاق حتى صنف الأوطأ في الإنجاز.
في علاقاته أستعداد مغلف لبيع صديق إلى من يدفع أكثر في الطريق، وغش قريب وخيانة رفيق دون أن يتحسس يوما بوخز الضمير.
هكذا هو الحال في مجتمع يتفاخر بالإسلام صفة أو برقع خارجي لا علاقة له بالمحتوى وطبيعة السلوك الذي أراده الأسلام قويم، وهكذا واقع المقارنة بينه مجتمع يغالي أهله بالإنتماء إلى الدين وسلوك أبناءه أو كثير من أبناءه غير سليم، وبين مجتمع نتهمه بالكفر وسلوك أبناءه قويم، وهكذا هي النتيجة وهم نعيشه سيجرنا إلى مزيد من الكوارث إذا لم يتنبه أولي الأمر خاصة رجال الدين ويركزوا جل جهدهم على التفرغ لتقويم السلوك وإعادة الناس إلى سواء السبيل.
د. سعد العبيدي 3/9/2007