إذا حضر فلان هذا المؤتمرأنا سوف لن أحضر.

وإذا لم يحضر علان للمؤتمر سوف لن أحضر.

إذ لم تضعوا في الحسبان شروطي لحضور المؤتمر، سوف لن أحضر.

وإذا لم تأخذوا المكان الذي أريد الحضور فيه إلى المؤتمر بنظر الاعتبار، سوف لن أحضر.

إذا لم تناقشوا المواضيع التي أريدُ مناقشتها في المؤتمر من وجهة نظري، سوف لن أحضر.

وإذا ما وضع أحدهم شروط مسبقة لحضوره المؤتمر سوف، لن أحضر.

إذا ما نوقش موضوع فلان في هذا المؤتمر، سوف لن أحضر.

وإذا لم يناقش موضوع علان في المؤتمر، سوف لن أحضر.

هكذا هي البداية التي أرادتها غالبية الاطراف السياسية، المعنية بالمشاركة في إدارة الدولة العراقية، وعمليتها السياسية، لحضور المؤتمر الوطني المطلوب إقامته لحل بعض المشاكل التي ظهرت معيقة، لخطوات الادارة والبناء، بعد القشة التي كادت أن تقسم ظهر العملية السياسية، لما يتعلق بمشاركة حماية نائب رئيس الجمهورية، بعمليات إرهاب، وأتهامه شخصيا بالمشاركة.

أستعراض عضلات، في مقابل الحيلولة دون استعراضها بالنسبة للبعض، وأستثمار حال المؤتمر من أجل كسب المزيد من النقاط في عقل الجمهور والخصم لصالح الجهة، في مقابل الحيلولة دون حصول أستثمارها بالنسبة للبعض الآخر. وسعي لأفشاله قبل أن يبدأ بالنسبة لآخرين أعتادوا وضع العصي في العجلة منذ أول يوم مشاركتهم في العملية السياسية.

مشهد يتفرج أبناء الشعب العراقي على تفاصيله، وعلى آراء الذين أنتخبوهم، ووضعوا الثقة بهم من الأعلى، وهم يتجادلون خارج أروقة المؤتمر، جدالا، لا يفضي بأي حال من الأحوال إلى نجاحه في وضع النقاط المطلوب وضعها على الحروف، عاملا أساسيا لإيصال سفينة العراق المبحرة في موج متلاطم، إلى شاطئ الأمان، ولتبديد مخاوف كل الراكبين فيها، والداعمين لابحارها من أجل الوصول.

إنه مشهد جدال خارج القاعة، أو صراع خارج الحلبة، ضرره أكثر من نفعه، ليس على السياسيين المتجادلين فقط، وعلى جمهورهم الخاص، بل وكذلك على عموم أبناء الشعب العراقي الذين يراقبون من الأعلى، يسألون وهم في موقف الفرجة... أين العراق من هذا الجدال؟.


                                                                                      د. سعد العبيدي

                                                                                      31/1/2012