تمر على العراق في مثل هذه الأيام الخوالد الذكرى العاشرة لإنتفاضة شعبان المجيدة، التي نستذكر فيها نحن العراقيين تلك الوقفة الشجاعة لأهلنا، وأخوتنا، وأبنائنا الذين أكدوا:

إن السلاح هو الوسيلة الفاعلة لمقاومة الظلم الذي أوجده صدام.

وإن المقاومة المسلحة هي الأداة الفاعلة للقضاء على دكتاتورية بناهامجرم.

وإن التعاون، والتكاتف، والتآلف، والوقوف على خط واحد هو الأسلوب الأمثل لتجاوز مرحلة اليأس التي أوجدها عبر تعاونه مع أصحاب المصالح والمتسفيدين.

ونستذكر معا، ما حل بالعراق في السنوات العشر التي أعقبت الانتفاضة من:

هدم لقرى وبيوت سكنها الأهل والأجداد منذ مئات السنين، ومن تجفيف لأهوار كانت شاهدا على تاريخ العراق وعظمته عبر آلاف السنين، ومن تجويع متعمد، وتشريد مقصود للعقول والكفاءات العراقية، ومن إضطهاد للناس في الوسط والجنوب، وتنكيل بأبناء الشمال، ومن هتك للأعراض، وتشجيع للفساد، وخرق فاضح للقيم، وغيرها عشرات التجاوزات التي أرادها لتدمير العراق، وإضعافه حدا يكون هو فيه قادرا على البقاء حاكما مستبدا بالشعب ومسيطرا على الثروة، ويكون الحزب فيه أداة طيعة ومعولا فاعلا للهدم والتخريب.             

ونستذكر مع أنفسنا والقريبين منا، ما يمكن فعله بعد كل هذه السنين، التي تؤكد فيها الأحداث:

أن النظام عاود قوته، وأكد وجوده في غيبة وحدتنا.

زاد من نشاطه في خضم إنشغالنا بهمومنا.

ضاعف محاولته للتأثير على مواقف الغير في غياب تأثيرنا.

وإن الأجنبي صاحب اليد الطولى ما زاال واقفا يتفرج على مصيرنا، يفتش عن مصالحه، يقدم خطوة ويؤخر أخرى، وشعبنا بين خطواته تلك، وخطوات الحاكم في بغداد يدفع ثمنا كبيرا من وحدته واستقراره، ومن تحضره وتقدمه، وسبل عيشه، ومستقبل أبناءه. حتى صح القول أننا وفي هذه الظروف القاسية لم يبق لنا إلا أن نفكر فقط بكيفية التخلص من هذه المحنة، وأن نبدأ بتجاوز التفكير إلى مرحلة العمل، وأن نترك الفرقة، والتناحر، والتسقيط جانبا لنجلس سوية نُحَشد طاقاتنا، ونوحد جهدنا، ونتوجه جميعا للتغيير إلى العراق الديمقراطي الذي يرسم صورته شعبنا المنكوب، بعيدا عن التعصب والذاتية والاقليمية، العراق الذي يكون فيه الجميع سواسية في الحقوق والواجبات، العراق المشرق بعد سني الظلام طويلة الأمد .

ومن الله التوفيق ولنتآلف جميعا من أجل عراق ديمقراطي موحد      

                                                                                                       

د. سعد العبيدي

الناطـــق الرسـمي

1 / 3 / 2001