لعراق في بيت الجواهري 

 د. قاسم حمودي العكايشي - إنكلترا

الدعوة عامة للجميع

في الدعوة العامة للجميع من قبل جمعية الأكاديميين العراقيين – فرع النمسا حضر الكثير من الأخوات والإخوة العراقيين للاستماع الى البرنامج الثقافي للندوة التي أقيمت مساء يوم السبت المصادف 25 – 11- 2006 في مقر السفارة العراقية في النمسا – فينا، وبرعاية السيد السفير العراقي المهندس طارق عقراوي.

الإفتتاح

إفتتح السيد عقراوي كلمته بالوقوف حداداً على أرواح شهداء العراق الذين سقطوا في زمن القائد الضرورة (الهارب يوم 9 نيسان 2003) وكافة الشهداء ضحايا الإرهاب الجمعي (بدون إستثناء) الذي يقتل العراقيين بدون ذنب منذ يوم ذاك الهروب الخالد ولحد هذا اليوم.

مساهمات المشاركين

بعدها استمع الجميع الى مساهمات الإخوة المدعويين لهذه الأمسية التي كانت بإدارة الدكتور عادل كامل الشيخلي، والذي كان يقدم لنا مختصراً من السيرة الذاتية لهؤلاء المشاركين مما يدعو الى الفخر بما نسمعه عنهم في الوصول الى المعالي بعد سهر الليالي المضني.
بدأ بالطبيب الجراح والكاتب السياسي عبد الخالق حسين الذي كان المتحدث الأول في تلك الجلسة عن المشروع الديمقراطي في العراق والأوضاع الراهنة، بعده يتقدم الينا الدكتور احمد ابو مطر، صديق العراقين المحرومين واهل المقابر الجماعية، يؤكد للسادة الحضور الحكم على الطاغية بالإعدام ضرورة تاريخية ودرساً لكل من يريد السوء الى هذا الشعب في المستقبل. ثم اوضح لنا الدكتورالعميد سعد العبيدي (الملحق العسكري في السفارة العراقية في فرنسا) دور وتأثير القطاع العسكري في حل الأزمة السياسية في العراق، بينما يرى ما قبل الأخير من المشاركين في هذه الأمسية الأستاذ حسين علي باوة أن العراق في مفترق الطرق بين الفيدرالية والحكم المركزي لنختم تلك الأمسية بالقول: بناء هذا البلد لا يتم إلا يتم ببناء الإنسان العراقي نحو الإحتراف والإدارة.

الأمسية الشعرية

كانت الشاعرة بلقيس حميد حسن تلقي بقصائدها الجميلة بعد الإستراحة من ذلك البرنامج الفكري السياسي، تلك الروح المتمردة على كل ظالم لم يعرف بعد خوف الله. كانت بلقيس بيننا مثل الوردة فيها كل حب العراق، هي الأم والأخت والحبيبة وكانت تبكي من الماضي المر وتتوجع من عراق اليوم في منظر الدم والصرخة الخارجة من العباءة السوداء، لكنها تتبسم لمستقبل العراق. وتمضي بأجمل الكلام ونعدو نحن الحضور كالصغار وراءها، لم أكن اتصورأن ذاك السفير له روح لم تتعب من اللهاث وراء حب العراق، نعم بلقيس كانت كل العراق وكان الجميع فيها يغوص.

نشكر من؟

لقد امضى الجميع احلى الأوقات عند ذاك اللقاء وفي إسترجاع اجمل الذكريات والزمن الحلو بالناس الحلوين والحديث المتكرر بما جرى ويجري عن العراق، تسمع متى، لماذا، ومن السبب، كيف، إذن، وشيئ متفق عليه: لن يعود زمن الدكتاتور ثانية في العراق، هذا هو رأي الجميع في تلك الأمسية.
عندما تفكر قليلاً من كان وراء هذا النشاط الثقافي ليجمع فيه أهل العراق، يأتي الجواب من اعماق تلك الصورة التي كانت معلقة على الحائط في البيت الذي ننام فيه، يطل منها الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري مبتسماً ليقول لنا: حب العراق نور يلتم حوله كل من في عقله وقلبه نور.
نشكر نيابة عن جميع المدعويين الأخ الدكتور ناظم الجواهري رئيس جمعية الأكاديمين العراقين وزملائه في فرع النمسا على ما قدموه لنا من حفاوة وكرم الضيافة ليجمعوا شملنا في بيت الجواهري، بيت كل العراقيين.