إلـى / الأمانة العامة 

الموضوع / تقرير زيارة كردستان العراق

 

بدعوة من السيد جلال الطالباني أمين عام الاتحاد الوطني الكردستاني زار كردستان وفد الائتلاف الوطني العراقي برئاسة الدكتور سعد العبيدي  وعضوية اللواء حميد الزبيدي والعميد جلال محمد أمين للفترة من 3/10/2002 ولغاية 16/11/2002 . وعلى هامش هذه الزيارة كانت نشاطات الوفد قد تركزت في الآتي.

1. خلال مرور الوفد في طهران التقى يوم 12 برئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية السيد محمد باقر الحكيم، حيث قدم الوفد في هذا اللقاء عرضا لأسس تشكيل الائتلاف وطبيعة أهدافه ومساعيه في المشاركة بالجهد العراقي المعارض، وبمساعي إعادة البناء ما بعد التغيير، كما أشار الوفد إلى ضرورات التعاون مع القوى والفصائل المعارضة من أجل العراق، وإلى الديمقراطية هدفا مهما لتجاوز العديد من المصاعب في طريق التغيير والبناء بسبب طبيعة التركيبة الاجتماعية للمجتمع العراقي وتعقيدات أزمته، وفي ذات الاجتماع طرح الوفد مسألة التمثيل في إجتماع المعارضة القادم المثيرة للجدل وضرورة توصيف الحضور وتوسيع ذلك التمثيل بشكل يوفي بحق المعنيين في المشاركة. 

كما التقى الوفد على انفراد بالسيد محمد الحيدري رئيس المجلس السياسي وبالسيد عبد العزيز الحكيم المسؤول عن العمل الداخلي. وكانت نتيجة اللقاءات بوجه عام :

أ. أبدى السيد الحكيم تفهما ملموسا لطروحات الائتلاف وأشار إلى رغبته والمجلس بالتعاون مع الجهد العراقي، ورغبته كذلك في تجسيد شكل الديمقراطية في عراق المستقبل، وأثنى في ذات الوقت على جهود الائتلاف وتحركه منذ تأسيه وحتى الوقت الحاضر.

ب. لمس الوفد من عموم لقاءاته مع المعنيين في المجلس وأعضاء المكتب السياسي رغبة في أن تكون هناك علاقات، وتحاور في القضايا المهمة.

2. يوم 14 ترك الوفد إيران إلى السليمانية وفيها تركزت نشاطاته في الآتي.

أ. عمل لقاء مع حزب الكادحين يوم 17 حضره أمينه العام السيد قادر عزيز ومكتبه السياسي، حيث جرى التعريف بالائتلاف وسبل تحركه في ساحة المعارضة العراقية وتصوراته لحاضر العراق ومستقبله، وكان اللقاء في مجمله جيدا ومفيدا لنقل الائتلاف إلى الساحة المعارضة الداخلية.

ب. في نفس اليوم أعلاه جرى لقاء مع الحزب الاشتراكي حضره من جانبه السيد محمد حاجي أمين عام الحزب ومكتبه السياسي، حيث أبدوا ترحيبهم بوفد الائتلاف واستعدادهم للتنسيق والتعاون في كافة المجالات.

ج. يوم 19 جرى لقاء مع السيد كوسرت رسول رئيس المكتب السياسي للاتحاد عرضت فيه توجهات الائتلاف لفتح مكتب لـه في السليمانية وسبل تعاونه مع الاتحاد حيث أبدى السيد كوسرت موافقته ورغبته والاتحاد على التعاون. وفي نفس اليوم تمت زيارة الحزب الوطني وكذلك السيد محمد علي السباهي زيارتي مجاملة جرت فيها نقاشات عامة عن الوضع القائم في العراق ووجهة نظر الائتلاف في مجالها.

د. استقبل الوفد في مكانه بالفندق العديد من العراقيين العرب الموجودين في السليمانية بغية الاطلاع على طبيعة تواجدهم وإمكاناتهم في المساهمة بالجهد المعارض وسبل الاستفادة منهم في توجهات الائتلاف. وفي هذا المجال يمكن التأكيد على إن وضع العرب وظروف عيشهم الصعبة دفعت بغالبيتهم إلى اكتساب سلوك التزلف والمناورة والاستعداد المسبق للتعامل مع الذين يؤمنون قدر مقبول من سبل العيش، وبذا يصبح العامل المالي هو الفيصل الأكبر في الانتماء والعمل مع هامش بسيط للتبرع بالجهد وطنيا أو دون مقابل عند القلة.

3. يوم 21 انتقل الوفد إلى أربيل لزيارة منطقة الحزب الديمقراطي الكردستاني لثلاثة أيام جرى خلالها الآتي:

أ. الاجتماع بالمكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني يوم 22 حضره من جانبهم السيد جوهر نامق سكرتير المكتب، والسادة فاضل ميراني وعبد الله أكراني عضوي المجلس، وفيه جرى التركيز على تصورات الائتلاف للفدرالية ورغبته في توثيق العلاقة مع الحزب الديمقراطي، وفتح مكتب في أربيل، وكانت ردود الفعل بوجه العموم جيدة، وهناك رغبة تستحق المتابعة.

ب. عصر يوم 22 توجه الوفد إلى مقر الحزب الشيوعي في شقلاوة وإلتقى هناك السيد حميد موسى ( أبو داوود ) سكرتير اللجنة المركزية للحزب، وكذلك السيد كريم أحمد سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكردستاني، وفي هذا اللقاء قدم السيد أبو داوود عرضا لوجهة نظر الحزب في توجهات الأمريكان بالأزمة العراقية، في نفس الوقت الذي أبدى الوفد وجهة نظر الائتلاف في مجالها.

ج. يوم 23 جرى لقاء مع السيد مسعود البارزاني في صلاح الدين، وبعد أن سلم الوفد رسالة الأمين العام قدم فيه الوفد إيجاز عن أهداف ومبادئ الائتلاف، وتصوراته عن واقع المشكلة العراقية، كما عرض على السيد البارزاني الرغبة في التعاون وفتح مكتب في أربيل، الذي وافق على ذلك مبديا الرغبة في التعاون والتنسيق في كافة المجالات، وكذلك السعي لتبليغ ممثلهم في لندن لهذا الغرض. وفي نهاية اللقاء سلم السيد مسعود الوفد رسالة خاصة إلى الأمين العام.

4. في 26 جرى اللقاء مع السيد جلال الطالباني في مقره ( قلة جولان ) وفي بدايته سلمت لـه رسالة الأمين العام، بعدها بدأ السيد جلال ترحيبا بالوفد ومن ثم التركيز على علاقة الكرد بالعرب وضرورة الانفتاح على المستقبل وتجاوز بعض العقبات التي قد تحول دون التوصل إلى حلول تهم مستقبل العراق مثلما يتعلق بمدينة كركوك على سبيل المثال التي يعتقد ضرورة الدفع باتجاه أن تكون مدينة التآخي للقوميات الرئيسية الثلاثة، وفي هذا اللقاء وافق السيد جلال على طلبات الائتلاف المكتوبة لفتح مكتب وكافة الخدمات ذات الصلة به.

5. النتائج الإجمالية لجولة الوفد. 

إن فترة الزيارة وعلى الرغم من ضيق وقتها فقد حققت بعض الايجابيات التي يمكن أن تنعكس على واقع العمل حاضرا ومستقبلا، من أهمها:

أ. إن التحرك في كردستان المنطقة القريبة من خطوط التماس مع النظام ليست ضرورية للتعريف بوضع الائتلاف فقط ، بل هي مهمة للتفتيش عن صيغ المساهمة الفاعلة في الجهد المعارض الذي قد تكون في مجاله المنطقة المذكورة أحد محاور التحرك إلى بغداد، كما إن العلاقة الوثيقة مع الشعب الكردي وقيادته أكثر من ضرورية لتجاوز أثار الصراع الدامي الذي استمر لما يزيد عن نصف قرن من الزمان من ناحية، ولتفادي احتمالات تكراره في المستقبل من ناحية أخرى، وكذلك السعي لتجسيد فكرة التسامح في عراق المستقبل لتقليل الخسائر إلى أقل ما يمكن في مرحلة إعادة البناء.

ب. إن فتح مكتب للائتلاف في السليمانية كمرحلة أولى والمحاولة لفتح آخر في أربيل كمرحلة ثانية سيسهم في إعطاء دفعة قوية لجهود الائتلاف في التواجد على الساحة المعارضة القريبة من مركز الأزمة.

ج. أسفرت نتائج التباحث مع الاتحاد على إصدار جريدة الائتلاف (نصف الشهرية) الذي سيؤدي إصدارها إلى التقدم خطوات إلى الأمام في مجال التعريف بفكر وواقع وجهود الائتلاف .

6. المقترحات.

إن زيارة كردستان وما تحقق في مجالها بحاجة إلى العديد من الأمور وسبل التحرك لإدامة زخمه، وفي مجاله نقترح الآتي.

أ. أن يسلم ملف كردستان إلى العميد جلال محمد أمين نائب الأمين العام، على أن ينسق تحركه مع الأمين العام .

ب. قيام الأمين العام ووفد معه بزيارة كردستان تلبية لدعوة السيد مسعود البارزاني، واستثمارها لإدامة زخم ما تحقق، واستكمال ما مطلوب تحقيقه.

ج. إجراء اتصال سريع مع ممثلي الاتحاد والبارتي في لندن وعقد اجتماع معهما لمناقشة نتائج الزيارة، واستثمارها لتعزيز طبيعة العلاقة بينهما والائتلاف.

د. تركيز الجهد لدعم وتعزيز وضع المكتب في السليمانية وضرورة العمل على تأسيس تنظيم هناك (أمانة محلية) تكون قادرة على إدامة العمل بشكل مقبول.


يرجى التفضل بالاطلاع مع التقدير.


د. سعد العبيدي

الناطق الرسمي

رئيس الوفد