بيـــــــــان

التاريخ : 11 / 11 / 1998

مر العراق ويمر في وقتنا الحالي بظروف استثنائية بعد تجربته المؤلمة في حرب الخليج الثانية استبيحت على إثرها  الأرض والحرمات وضعفت الحكومة المركزية لمستوى دفع دول وحكومات أخرى إلى السعي لخلط الأوراق أملا في الحصول على مكاسب تعبوية وسوقية على الساحة المشتركة إقليميا ومحليا . وهذا ما نشاهده بشكل واضح في الجزء الشمالي لأرضنا العراقية بعد قيام الجيش  التركي باجتياح الأراضي الحدودية المجاورة وبأعماق متفاوتة عدة مرات بحجة مقاتلة حزب العمال الكردستاني ( التركي ) الذي يتواجد هو الآخر بالمنطقة بشكل غير شرعي وغير مقبول  نتيجة لضعف السلطة المركزية من جانب واضطراب العلاقة النضالية بين الحزبين الكرديين العراقيين(الديمقـراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني) من جانب آخر. إلا إن غياب السلطة المركزية وعدم قدرتها على إيجاد وسيلة مناسبة لسد الثغرة الحاصلة في استقرار المنطقة سياسيا وعسكريا وأمنيا ينبغي أن لا يكون وبحكم علاقات الجوار والمصالح المشتركة ذريعة لبقاء الشمال العراقي مسرحا للصراعات العسكرية وأرضا خصبة للعمليات الاستخبارية ومجالا للتواجد الأجنبي تركيا كان أو غير تركي، وأن لا يشكل سابقة يمكن أن تقود إلى خلق بؤر توتر وصراع في منطقتنا الحيوية مضافة إلى تلك التي تعذر حلها حتى وقتنا الراهن والتي سيكون تأثيرها شاملا على كل شعوب المنطقة وبينها شعب العراق الذي لم يعد قادرا على تحمل المزيد من الويلات والاضطرابات. وهو عموما تدخل يؤشر من ناحية أخرى  الحاجة الملحة إلى معالجة أوضاع العراق المتردية بما يؤمن رفع الجور الأمني والاقتصادي  عن كاهل أبناءه عربا وأكرادا وآخرين، ويدفع أيضا إلى مطالبة حكومة بغداد بأن تتحمل مسئوليتها عما يجري اثر انفرادها بقرار غزو الكويت والإصرار على عدم الانسحاب منه ، وذلك بأن تعيد النظر بالكثير من حساباتها غير الصحيحة .

إن التجمع العراقي الموحد ومن منطلق المسئولية الوطنية يناشد كل القوى المعارضة العراقية (العربية والكردية) أن توحد جهودها في الاتصال بالهيئات والمنظمات الدولية وكذلك   بحكومات الجوار لإيجاد حل لهذه المشكلة أو الصراع الذي انتقلت معالم حله عسكريا إلى الأراضي العراقية الغارقة بالمشاكل والصراعات غير المنتهية الأمر الذي زادها تعقيدا.

ويناشد الجارة التركية أيضا أن تبقي على أواصر العلاقات الجيدة مع الشعب العراقي وتحافظ على المصالح المشتركة دون النظر إلى فترة الاضطراب الحالية معيارا للقياس ودافعا للمناورة واتخاذ القرارات التي قد تضر  بالعراق حاليا ومستقبلا.

وبهذه المناسبة يود التجمع أيضا أن يلفت انتباه كافة العراقيين إلى حراجة المرحلة وضرورة الاستفاقة من الغفوة  طويلة الأمد بغية التفكير بحاضرنا المؤلم ومستقبلنا المجهول الذي أخذت تتحكم به دول وحكومات عديدة دون الآخذ بالاعتبار أبسط حقوقنا المشروعة بسبب غيابنا عن الساحة وابتعادنا عن التدخل في المتغيرات ذات الصلة بها، ولنا أمل كبير في أن يختلي كل عراقي وطني شريف مع نفسه ويبدأ بالتفكير بحل لأزمته وإخوانه الآخرين خطوة يتبعها بوضع يده بيد من يفكر مثله خطوة ثانية على طريق الخلاص وإعادة بناء العراق إلى سابق عهده. ومن الله التوفيق .    

ولنتضامن جميعا من أجل عراق ديمقراطي موحد

 

د. سعد العبيدي

الأمين العام