تقرع أمريكا طبول الحرب، تحشد لها الأسلحة من كل العيارات، والقوات من كل الصنوف، تضعها على مقربة من الحدود العراقية.

وفي نفس الوقت تتحرك سياسيا بكل الاتجاهات إذ تضغط على الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن بغية تهيئتهم لقرارات جديدة إذا ما شعرت حاجتها إلى ذلك. وتتصل بدول العالم الغربية منها والشرقية بشكل محموم لتكوين تحالف يزيد من حجم قوتها في ساحة الحرب من ناحية، ويوزع الخسائر المادية، والبشرية التي ستنتج عن القتال على أكثر ما يمكن من الجيوش والدول من ناحية أخرى.

كذلك تهدد الدول العربية وحكامها من الباطن ليشاركوا في الحرب مباشرة بقوات عسكرية في إطار تحالف معهود، وأقل من هذا فتح مجالاتهم الجوية لطائراتها المقاتلة، وأراضيهم لتسلل قواتها البرية، وتهيئة دعم إداري وطبي عند الحاجة.

هكذا هي أمريكا في هذه الأيام، تسعى بكل وسائلها وقوتها من أجل الحرب التي باتت وشيكة بكل المعايير العسكرية والسياسية، أملا في أن تجعل العراق وخيرات العراق خطوة أولى تؤمن لها خطوات أخرى في المنطقة العربية الغنية بالنفط وعديد من الثروات.

والعراقيون من جانبهم عسى أن يكونونوا مستعدين.

إن إدارة الحرب التي ينبغي أن تكون بمستوى فاعليتها هذه المرة.

ومع ذلك فإن الحرب مع طرف يمتلك قدرة غير قليلة من النيران، ورغبة عالية على التدمير والانتقام غير مضمونة، وتحتاج إلى جهد كبير وتحضيرات كبيرة تصل حد إعلان حالة النفير  بقصد الحشد الكامل للقوة، وهو أمر صعب هل تستطيع القيادة العراقية عمله هذه المرة قبل فوات الأوان.

 

لندن: 14/2/2003