بسم الله الرحمن الرحيم


سيداتي سادتي الحضور الكرام

تحية لكم ومرحبا بمشاركتكم في اجتماعنا العسكري الذي أرغمتنا ظروف وتعقيدات الأزمة العراقية على إتمامه خارج وطننا الحبيب ، وبعيدا عن أرضه والحدود ..... وأملنا في أن لا تكون المسافات التي تم وضعنا فيها حائلا دون تحقيق أهدافنا في المساهمة مع أخوتنا العراقيين بعملية التغيير إلى النظام الديمقراطي التعددي الفدرالي .

أيتها الأخوات أيها الأخوة

لقد أدرك الضباط العراقيون المعارضون للدكتاتورية جملة من المتغيرات المؤثرة في الأزمة العراقية وحاولوا بضوئها منذ أكثر من عام أن يعقدوا اجتماعا عسكريا موسعا للغالبية منهم ..... يحدوهم الأمل في توحيد الجهد العسكري للمشاركة  في عملية التغيير  وعلى هذا الأساس جرت الاتصالات مع الكثير من الاخوة الضباط من أجل إستمزاج الآراء, وإنضاج فكرة هذا المشروع الوطني .

أيها الاخوة , أيتها الأخوات لقد واجهنا العديد من الصعاب , وتعرضنا للكثير من الضغوط والعقبات أمام تحقيق هذه الغاية حيث كانت مسألة تمويل هذه الفعالية  تقف في مقدمتها لكننا لم نتوقف حتى اللحظة التي  وجدنا أنفسنا فيها أمام خيار عقد هذا الاجتماع بجهود عراقية ، وبقرار وطني وإرادة مستقلة , فتحركنا باتجاه أخوتنا العراقيين  متطلعين لدعمهم المادي والمعنوي ، وتوجهنا صوب زملائنا الضباط عارضين فكرة الاجتماع .... ساعين إلى تنفيذه بأقل التكاليف ، وكانت ردود فعل المتبرعين ، وقبول الفكرة من العسكريين بمستوى شجعنا على الاستمرار ومتابعة سعينا لتنفيذها في ظروف دولية وإقليمية ندرك  أهميتها لحاضر العراق ومستقبله ، ونعي مثل غيرنا ضرورة أن يكون العسكر المعارض في ساحتها بمستوى تحمل عبء الفعل العسكري المطلوب للتعامل مع المواجهة القادمة مع اعتي نظام إرهابي، رغم عدم امتلاك الأدوات والوسائل الكافية . لكن الإيمان العالي ، والثقة بحتمية هزيمة هذا النظام إضافة للدافعية العالية ،  والمعنويات الجيدة ، والصلات الوثيقة مع عسكر الداخل ، وتراكم الخبرة  في التعامل مع الواقع الميداني والأمني ، والنفسي السائد في العراق في ظل الظروف القائمة ,أو بعد عملية التغيير حاليا ..... دفعنا لمواصلة هذا الجهد.

أيتها السيدات والسادة

إن الحاجة لمؤسسة عسكرية وطنية نزيهة أمر لا جدال فيه ليس بالنسبة للواقع الذي يعيشه العراق في ظل الدكتاتورية وكذلك الأمر لأغلب المجتمعات البشرية . ولكن الحاجة لمثل هذه المؤسسة في العراق  تفوق حاجة الآخرين لأن صدام عبأ منظومة متعامدة تضم ستة جيوش  للدفاع عن أمنه الشخصي في المقام الأول ، الأمر الذي يجعل أي عمل مضاد بحاجة إلى ضباط محترفين  يجيدون قراءة الموقف ، ويتقنون لغة التفاهم مع أقرانهم عسكر الداخل في سبيل ضغط الجهد العام بأقل الخسائر.

إننا نعتقد أن التغيير المرتقب في العراق سيؤدي إلى انفلات اجتماعي وأمني جراء  الإنحسار السريع لسلطة الخوف المقيتة ، الأمر الذي يوجب أن تكون هناك سلطة وطنية ضابطة ، ونرى إن أفضلها تلك التي ترتدي البزة العسكرية الوطنية النظامية ...... وأخطرها على البلاد تلك التي تتبنى تقاليد ومعايير المليشيات التي أثبتت في الثلاثين سنة الأخيرة أنها من بين المساهمين فيما وصلت إليه البلاد من خراب.

( أما إعادة بناء العراق المستقر المتوازن  فهو  واقع يحتم وجود  جيش عراقي مهني يهيأ بمنطق واستراتيجية الدفاع عن الوطن ، وبواقع الحماية لمؤسسات الدولة والمجتمع المدني ، دون أن يكون أداة سهلة لشن الحروب خارج الحدود ، أو وسيلة إرهاب  لسحق الأبناء داخلها )  .... منطق نطرحه ونسعى  إلى تجسيده ـ قناعة والتزام ـ  بين الضباط العراقيين في الخارج والداخل لكي لا تتكرر مأساة تسيس الجيش ، وتسلط الحزبية ، والفردية على مقدراته ، وأهدافه ، وسياقات عمله .

أخواتي الحاضرات أخوتي الحضور

إن التحالف العسكري بدعوته لهذا الاجتماع ، وفي هذه الظروف الحرجة من تاريخ وطننا العراقي يتطلع إلى تأمين الأهداف التالية :

اولاً : السعي إلى توحيد الجهد المعارض بعد أن تجاوز عدد الضباط المناوئين للنظام  ألفاً وخمسمائة من مختلف الرتب والاختصاصات ، في ظاهرة يندر ملاحظتها في تأريخ المعارضات في العالم وهم متحمسون لتحمل مسؤولياتهم الوطنية والأخلاقية .

ثانياً : توسيع قاعدة تؤمن الإتصال والتواصل مع المؤسسة العسكرية في الداخل ومحاولة استثمارها في الإتجاه المناسب .

ثالثاً :  دراسة إمكانيات العسكريين العراقيين المعارضين للمساهمة في فعل التغيير واعداد التقييمات والدراسات حول استثمارها لتحقيق اهدافنا الوطنية .


اننا نرى ان تحقيق هذه الأهداف يتطلب التوافق على اليات عمل محددة يلتزمها الضباط المعارضون في اجتماعهم هذا وفي مقدمة ما ندعو اليه :


 ميثاق شرف عسكري يجمعنا في اطار السياقات الوطنية الصحيحة ويطمئن الأخرين الى ان دور العسكر كأداة مساهمة في التغيير وليس الأستحواذ على السلطة .

وأخيرا مناشدة اخوتنا في الداخل  لحرمان صدام من الاستمرار باستخدام  جيشنا الباسل  كأداة لديمومة بقاءه في الحكم وظلم الشعب العراقي . وليعلموا أن مستقبلهم وحياتهم سوف تبدأ بعد زوال هذا النظام . 

هذا وإن أية أمور ومقترحات وأفكار  أخرى سنترك ترتيبها إلى الأخوة الضباط المشاركين .

ضيوفنا الكرام

بعد أن وضعنا الخطوة الأولى على الطريق لا يسعنا في التحالف العسكري للائتلاف الوطني العراقي إلا أن نقدم شكرنا لجميع الحضور من الدول الصديقة والشقيقة ، وإلى أخوتنا العراقيين المدنيين الذين نتعهد لهم أننا معهم في ذات المسعى لتأسيس الحكم المدني ، ونشاركهم الرأي في أن دور العسكر ينتهي عند أسيجة الثكنات .

وإلى زملائنا الضباط من خارج التحالف كل الود والتقدير لتحملهم أعباء الحضور ، ونود أن نؤكد لهم :

أن اجتماعهم هذا لم يهيئ لصالح أي طرف سواء كان فئويا أو شخصيا، أو دوليا.

وحضورنا وإياهم بصفتنا العسكرية المهنية .

ودورنا في التحالف ينتهي عند هذه النقطة وفي هذه اللحظة إلا ما يتعلق بمستلزمات الضيافة .

وختاما نود أن نقدم شكرنا للحكومة البريطانية التي أقمنا المؤتمر على أرضها ، وتقديرنا لأجهزتها الأمنية التي وفرت للمشاركين والضيوف الحماية اللازمة .

شكرا لكم ، ودعوانا من الله تعالى أن يوفقنا جميعا من أجل العراق الآمن المستقر .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .



                                                  اللواء خالد شمس الدين البرزنجي

                                                    أمين عام التحالف العسكري