إلى / الأخوة في الجبهة التركمانية


تحياتنا وبعد

في الوقت الذي نعبر فيه عن شكرنا وتقديرنا لدعوتكم الائتلاف الوطني العراقي للحضور إلى مؤتمركم الثاني في أربيل، نود أن نؤكد أن أسبابا إدارية حالت دون تحقيق رغبتنا هذه.

ونود في ذات الوقت أن نستثمر هذه الفرصة لنعبرَ عن دعمنا في الائتلافِ الوطني العراقي لجهدكِم في الصفِ المعارضِ، وتأييدنا لنضالكم في الحصولِ على حقوقكم القوميةِ، والثقافيةِ، في عراقٍ نسعى مَعكم، وجميعِ الخيرين، أن يكونَ شكله وطنا لجميعِ الأديانِ، والمذاهبِ، والطوائفِ، دون تفرقةٍ. وأن يكونَ أرضا لكل القومياتِ، والأقلياتِ، دونَ تمييزٍ.

شكلٌ للحكم مستمدٌ من واقعِ العراقِ الحالي، من تركيبتهِ الاجتماعيةِ ذاتِ الأوجهِ المتعددةِ، من التاريخِ الطويلِ لأهلهِ المليء بالأحداثِ والعبرِ، من الخبراتِ المتراكمةِ لحضارتهِ العريقةِ التي شهدت عبرَ مراحلِ تطورِها ونضجِها، تعايشا، وانسجاما، وتفاهما بين الأقوامِ، والأجناسِ، والأديانِ، قبلَ أن يحلَ عليها صدام ليجبرَ العربيَّ، أن يقتلَ أخيهِ الكردي في وضحِ النهار، ويخلقَ بمقتلهِ تأزما، وشعورا بالابتعادِ عن معنى الوطنِ.

ويدفعَ الكردي، أن ينظرَ إلى أخيهِ العربي نظرةَ شكٍ وريبةٍ، ويجعلَ بنظرتهِ توترا وإحساسا بتجاوزِ معطياتِ الوطن.

وَيغتّالَ التركماني في الظلامِ، ليتهمَ باغتيالهِ الكرديَ، والعربيَ، والآشوريَ، واليزيديَ على حدٍ سواءٍ، ويكَوّنَ بفعلتهِ هذهِ تصورا بالابتعادِ عن روحِ الوطن.

ويبعدَ الشيعيَّ عن مفاصلِ القرارِ، والكرديَ عن مراكزِ القيادةِ، والمسيحيَ عن الأماكنِ  الحساسةِ، والتركمانيَ عن الأجهزةِ الأمنيةِ، والصابئيَ عن الجيشِ، ويؤسسَ بإبعادهمِ هذا درجاتٍ متعددةٍ للمواطنةِ العراقيةِ، وشعورا بالغبنِ والاضطهاد.

أخوتنا الأعزاء:

إننا في الائتلافِ الوطنيِ العراقيِ يهمنا أن نتوقفَ معكم في هذه النقطةِ من طريقنا الطويلِ، والشائكِ إلى التغييرِ، نعيدُ فيها تنظيمَ صفوفِنا، ونراجعَ فيها حساباتِنا، ونتعاون بصدق في السبيلِ إلى وحدة فعلٍ معارضٍ قادرٍ على حسمِ الموقفِ وتحقيق هدف التغييرِ، ومن ثم إعادةِ بناءِ العراقِ الموحدِ على أسسٍ ومعاييرَ حضارية، صحيحة.

وختاما أيها الأخوة الكرام

نحنُ في الائتلافِ كُّلنا أملٌ أن يشكل مؤتمركم خطوةً في الاتجاهِ الصحيح إلى التغييرِ المنشودِ وإعادةِ البناءِ المطلوبِ لوطنٍ عراقيٍ ديمقراطيٍ مستقل، ننعم وإياكم، وجميع العراقيينَ في ربوعهِ بالأمنِ، والإستقرارِ، والحياةِ الحرةِ الكريمةِ.

والله الموفق  


د. سعد العبيدي 

الناطق الرسمي 

18 /11/ 2000