إن مسألة الخطورة على حياة الصحفيين في العراق تبقى الأكثر إثارة للقلق، وحسب ما جاء في التقرير الصادر عن منظمة صحفيين بلا حدود فان 87 صحفيا وإعلاميا قتلوا منذ بداية الحرب قبل ثلاث سنوات. ويعمل الصحفيون في هذا البلد تحت ظروف قاسية وخوف مستمر. والوضع بالنسبة لحوالي 1500 صحفي أجنبي و 3000 عراقي يزداد خطورة من يوم إلى آخر، حسب تقدير المتحدث باسم الاتحاد الدولي للصحفيين.

كثير من وسائل الإعلام سحبت مراسليها الأجانب وأحلت محلهم صحفيين عراقيين. وصحيح أن هؤلاء الصحفيين العراقيين يستطيعون التحرك بحرية إلى حد ما ولا يقعون دائما في قبضة المسلحين، ولكنهم بطبيعة الحال ليسوا في مأمن.

وفي السنة والنصف المنصرمة كان ثلاثة أرباع الصحفيين الذين تعرضوا للقتل عراقيين، كما إن بعض وسائل الإعلام الكبيرة تتعامل مع الصحفيين العراقيين باعتبارهم درجة ثانية من حيث التامين على حياتهم ووسائل الحماية التي تتوفر لهم.


تعليق

إن ظروف العمل الصعبة، والمخاطر المتزايدة تدفع الصحافة العالمية، والمنظمات المدنية ذات العلاقة إلى تصنيف العراق الساحة الأكثر خطورة، وهو تصنيف سيدفع إلى الضغط على الصحفيين الأجانب بغية ترك العراق، وإبقاء ساحته مفتوحة للصحفيين العراقيين الذين سيعملون بالوكالة، وبأجر أقل وخسارة لا تؤثر على الوسيلة الإعلامية التي يمثلونها.

وهذا توجه لا يؤشر العمل بموجبه أنه يحصل لأسباب أمنية تتعلق بالرغبة في المحافظة على حياة الأجانب ولا لأسباب مالية فقط، بل وقد يؤشر بالإضافة إلى ذلك احتمالات تزايد حدة التوتر وانتقال معالم الاضطراب إلى وسط العراق وجنوبه مرحلة أولى ومن ثم إلى باقي مناطق العراق في شماله (كردستان) الآمنة نسبيا مرحلة لاحقة، مؤشرات تتحسسها الصحافة الأجنبية حتى قبل وسائل الاستشعار الرسمية في كثير من الأحيان.  

11/5/2006