المقدمة

ثلاث سنوات مرت على التدخل العسكري الأمريكي-البريطاني و مازال العراق فريسة للعنف اليومي رغم أن بعض الأحداث مثل سقوط صدام حسين و تبني دستور للبلاد و المشاركة الواسعة في انتخابات 15 كانون الأول 2005 قد تبدو وكأنها نجاحات مهمة.


صحيح أن الشيعة و الأكراد وهم يمثلون ألأغلبية السكانية قد استطاعوا الفوز في هذه الانتخابات التي من المؤمل أن تؤسس لفترة انتقالية طويلة ولكن لحد ألان لم يتمكن ألاعبون السياسيون الرئيسيون من وضع اتفاق حول الشخصية التي ستتولى رئاسة الحكومة الوطنية المنتخبة المؤتلفة من الأكراد و العرب السنة و الشيعة.


في مقابلة مع جريدة الحياة اليومية أجريت في 12 آذار 2006 أعرب السفير الأميركي في بغداد عن قلقه من جراء هذه التداعيات حيث العجز التام لانجاز الحكومة.


لقد راهنت الولايات المتحدة الأمريكية و منذ البداية على مبدأ التدخل الخارجي لإحلال ديمقراطية محلية قادرة على أن تكون نقطة جذب لكامل منطقة الشرق الأوسط ...ولكن ما يدور من أحاديث  رسمية خلف الكواليس يعكس سعة العمل المتبقي و الذي لم يتم انجازه...حيث إن قوات التحالف لم تتوصل حتى الآن إلى إنهاء التمرد أو حتى إلى مواجهة  الاختلافات بين الفرقاء الرئيسيين المشاركين في العملية السياسية.


 بسبب و نتيجة لعدم الاستقرار العام فأن غياب الأمن قد وضع العراق في نفق مظلم ليس له مخرج.

في هذا الملف سنحاول أن نسلط بعض الضوء على أسباب هذه الصعوبات و نوضح مجمل الخطوط العريضة التي تعترض طريق القوات المسلحة العراقية.


لقاء مع الفريق سعد الملحق العسكري في سفارة الجمهورية العراقية في باريس.

 

( الحاجة إلى قوات التحالف مازالت ضرورية )

س. كيف يتم عمل القوات العراقية ؟

ج. إن القوات العراقية تعمل بفاعلية، وبدعم من قوات التحالف عند الحاجة، دون أن تكون للأخيرة صفة القيادة، ولتسهيل ذلك هناك ضباط ارتباط، ومستشارين مهمتهم تسهيل العمل سوية.

وفي واقع الحال فأن كل شيء  يعتمد على طبيعة الموقف الفعلي على الأرض إذ وكلما كانت هناك مناطق عدم استقرار نشطة كلما كانت الحاجة أكثر إلى وجود، وتدخل قوات التحالف المساندة. وبالرغم من كل الصعوبات فان القوات العراقية بدأت تعمل بصورة مستقلة شيئا فشيئا و تتطور بشكل أفضل.


س. ما هي الثغرات الرئيسية التي تواجه عمل هذه القوات ؟

ج. في البداية كانت هناك المدارس العسكرية التي لا تزال غير مؤهلة لاستقبال و تدريب المتطوعين الجدد حيث النقص الواضح في الأجهزة، و المعدات، وهناك أيضا الغياب شبه التام لقوات الإسناد الجوي والبحري العراقية ومن ثم الحاجة إلى (المحترفين) أي بمعنى أوضح الأشخاص الكفوئين والمؤهلين للقيام بمهام سد النقص الحالي.

 

س. ماهي التحديات الكبرى التي يجب على هذه القوات القيام بها ؟

ج. أهم التحديات مسألة فهم الآخر وتقبله من قبل كل الطوائف التي تشكل هذه القوات، وأمامنا  خمسة إلى عشرة سنوات للوصول إلى نتائج جيدة، وفعالة في هذا الجانب. وعلينا الإشارة إن القوات المشتركة تتألف من خليط من العراقيين، ولا توجد طائفة معينة مسيطرة عليها، إذ نجد على مستوى الضباط، والقيادات للأكراد وجود، وللعرب السنة، والشيعة، والمسيحيين وجود أيضا أما على مستوى الجنود فيشكل الشيعة حوالي 90 بالمائة، وذلك تبعا لكونهم الأغلبية من ناحية التعداد السكاني. أما بالنسبة للتطوع فان نظام الاختيار موحد للعناصر الجدد الراغبين في الانخراط، ولا يعتمد هذا النظام على التمثيل الطائفي أو العرقي، وفي الختام أود أن أشير إلى انه من اجل النهوض بواقع القوات المسلحة العراقية والقيام بأداء جيد لهذه القوات فإننا بحاجة إلى المزيد من دعم الآخرين.